أخبار وتقاريرإختيار المحررالعرض في الرئيسة
صحيفة بريطانية تتسأل: هل التحالف السعودي لمكافحة الإرهاب حقيقي؟ و ما هي النتائج المحتملة لاستبعاد إيران من التحالف..؟
يمنات – خاص
ترجمة خاصة بـ”يمنات”
قالت صحيفة الجاريان البريطانية، إن الإعلان السعودي عن تشكيل تحالف إسلامي لمكافحة الإرهاب، خطوة اتخذت على حين غرة من الجميع.
و أشارت إلى أن إعلان الشاب السعودي نائب ولي العهد، نجل الملك، الأمير محمد بن سلمان، للتحالف، يمثل بحد ذاته حدثا بحد ذاته.
و وصفت المعلومات التي نشرتها وكالة الأنباء السعودية، عن التحالف بأنها معلومات قليلة.
و اعتبرت أن عدم إشراك إيران و العراق و سوريا و أفغانستان و الجزائر و عُمان و اريتريا في التحالف يضع كثير من علامات الاستفهام.
و أوضحت الجارديان، أنه حتى الآن لم يكن هناك أي رد فعل من معظم العواصم الأخرى، و صدرت القليل من التعليقات في وسائل الإعلام.
و نوهت إلى أن ردة فعل الأردن، كانت نموذجية بالنسبة للسعودي، حيث قال وزير دولة مسؤول عن المعلومات، لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أن الأردن دائما على استعداد للقيام بدور نشط في أي عمل ضد الإرهاب. في إشارة لقبول بلاده الانضمام للتحالف السعودي الإسلامي ضد الإرهاب. و قالت: بالمثل في مصر، حيث كان من المتوقع أن يزورها ولي العهد ونائبه. و قال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية: إن مصر تدعم جميع الجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب. حيث كان الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي قد دعا في وقت سابق لتشكيل قوة عسكرية عربية مشتركة.
و أشارت الصحيفة، أن أول من علق على هذا التحالف، كان المدون المجهول في الشؤون السعودية “مجتهد” Mujtahidd ، و هو الذي ينتقد النظام السعودي، و بن سلمان على وجه الخصوص. حيث أعتبر التحالف سلبي، خلى من أية ترتيبات للعملية، حيث لا أهداف له و لا أساليب محددة و لا تنسيق عسكري. واصفا التحالف بأنه مجرد تفاهم شفهي، و لا يضيف شيئا و قد يكون مجرد تنسيق سياسي مع أمريكا.
يقول Mujtahidd إن بن سلمان يعرف أن التصور الغربي، أن ابن عمه ولي العهد الأمير محمد بن نايف، هو المكافح الرئيسي للإرهاب، و تعرضت بلاده للنقد من قبل الألمان وبعض الصحف الأمريكية. مشيرا إلى أن خطوة بن سلمان تأتي لمجرد إظهار أن دوره في مكافحة الإرهاب، هو الرقم “1”، فإذا كان الكثيرين يقولون إن بن نائف كافح الإرهاب داخل المملكة، فـ”بن سلمان” حاربه في جميع أنحاء العالم الإسلامي.
و اعتبرت الصحيفة، أن السعودية و حلفائها لديهم الفرصة لإعادة تركيز جهودهما العسكرية ضد إيران، من خلال هذا التحالف، و هو على الأرجح. غير أنهم لا يزالون محاصرين بحرب اليمن.
و أشارت إلى أنه في حال كانت السعودية تفكر كذلك، لن يكون من الواقعي توقع الكثير من التغيير في المفاوضات اليمنية التي تجري في سويسرا.
و قالت الصحيفة، إن المغرد السعودي Mujtahidd ليس مراقب غير متحيز. لكن تصريحاته تعد محورية، باعتباره واحدة من ذوي الخبرة في معرفة تنظيم المؤتمرات و صياغة البيانات الدولية.
و قالت الصحيفة: نستطيع أن نصدق بالكاد أن هذا الإعلان السعودي العاري، الذي يفتقر لأي تفاصيل عن كيف مثلت الدول المشاركة، ما يثبت أنه ليس أكثر من مجرد قطعة من الورق.
و أشارت إلى أنه إذا كانت السعودية تركز على قضية الإرهاب، يمكن حشد دعم العديد من الدول، و من ثم السير في طريق مكافحة الإرهاب و هو طريق طويل، قبل أن تظهر نتائجه العملية.
و اعتبرت أن الجانب الأكثر شرا، في خطوة إعلان التحالف السعودي ضد الإرهاب، هو ليس إغفال ضم إيران، إلى التحالف، و الذي كان متوقعا، نظرا لنزوع السعودية لرؤية العالم الإسلامي مقسم بين السنة و الشيعة، و لكن أيضا استبعاد العراق، ما يعني أن السعودية باتت معترفة بأنها العراق صار تحت الهيمنة الإيرانية، بسبب الأغلبية الشيعية فيه.
و قالت: إذا أصبح التحالف الجديد قوة حقيقية، فإنه سيدفع إيران عمليا نحو تشكيل تحالف شيعي منافس، و ذلك ما سيكون له عواقب مدمرة، و ما يحصل في اليمن ليس ببعيد.
ترجمة عن الجارديان